الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

القديس توما

ان توما الذي كثيرا ما ندعوه " توما المتشكك " يستحق الاحترام لايمانه. كان توما شكاكا، لكن شكوكه كانت بقصد ان يعرف الحقيقة. و لم يتمسك توما بشكوكه و يتشبث بها بل امن بفرح عندما زالت شكوكه. لقد عبر توما عن شكوكه تماما و نال اجابة كاملة عنها. فكان التشكك هو و سيلته الوحيدة للاستجابة ، وليس طريقة او اسلوبا للحياة.
برغم ايجاز نظراتنا الى توما، الا اننا نلاحظ ثبات شخصيته . فقد جاهد ليكون امينا لما يعرفه برغم ما احس به . ففي اللحظة التي اتضح فيها للكل مقدار الخطر المحيط بيسوع كان توما هو الوحيد الذي عبر بالكلمات عما احس به معظمهم : " لنذهب نحن ايضا فنقتل معه ! " (يو 11 : 16 ) فلم يتردد في ان يتبع يسوع.
ولسنا نعلم سبب غياب توما في اول مرة يظهر فيها الرب يسوع لتلاميذه بعد القيامة ، لكنه رفض قبول او تصديق شهادتهم عن قيامة المسيح ، فلم يقدر و لا عشرة أصدقاء ان يغيروا فكره.
يمكننا ان نشك دون حاجة الى نعيش أسلوب حياة متشكك . فالشك يشجع على إعادة التفكير.
فالقصد منه هو إذكاء العقل لا تغييره. و يمكن استخدام الشك في طرح أسئلة و الحصول على إجابة و الحث على اتخاذ قرار . و لم يكن يقصد بالشك ابدا ان يكون حالة دائمة. فالشك يقف على قدم واحدة و الأخرى مستعدة لتوضع اما الى الأمام او الى الخلف. ولن يتحرك الإنسان الى ان تثبت هذه القدم على الأرض.
فاذا اجتزت شكا فخذ الشجاعة من توما. لانه لم يبق في شكه بل ترك ليسوع ان يقوده الى التصديق و الايمان. تشجع ايضا من حقيقة ان عددا لا يحصى من المؤمنين بالمسيح قد جاهدوا من الشكوك. و لعل الاجابة التي اعطاها لهم الله تكون عونا عظيما لك. فلا تستمر في شكوكك بل تجاوزها الى القرار و التصديق. و ابحث عن مؤمن اخر يمكنك ان تعرض شكوكك عليه. فان الشكوك الصامتة نادرا ما تجد اجابة. 


الاية الرئيسية:
ثم قال ( يسوع ) لتوما : هات اصبعك الى هنا، و انظر يدى، و هات يديك و ضعها في جنبي ، و لا تكن غير مؤمن بل كن مؤمنا. فهتف توما: " ربي و الهي! " ( يو 20: 27 ، 28 ).

0 التعليقات:

إرسال تعليق