الأربعاء، 15 يناير 2014

كيف نثمر في زرعنا؟

انجيل مثل الزارع هو من أروع الاناجيل التي قالها السيد المسيح بطريقة المثل، لأنه من المقاطع التي قام بتفسيرها وشرحها، ولكن ماذا على الإنسان أن يعمل حتى أرضه تثمر زرعاً وثماراً؟
حتى يثمر عليه أن ينتبه لأمرين: الامر الاول هو البذار التي نزرعها، الأمر الثاني هي الارض الصالحة، طبعاً أولاً: البذار هي كلمة الله، ثانياً: الأرض الصالحة هي نفوسنا، ولكن هل تشكل نفوسنا أرضاً صالحة؟، حتى أجيب على ذلك لدي ملاحظات:

أولاً: من الملاحظ، عند البعض، عدم احترام للكلمة -الكلمة الإلهية-، في بيت ما، مثلاً، عندما يشاهد أحد أفراد العائلة برنامجاً دينياً أو يسمع ترتيلةً أو يفتح الانجيل ليقرأ، ماذا يتصرف الأخرون تجاهه؟
نلاحظ استهجان الطرف الآخر وسخطه…. هذا إن دل يدل على عدم احترام لسماع كلمة الله، البعض يريد أن يسمع أي شيء إلا الشيء الروحي، يريدون أن يسمعوا أي شيء إلا كلمة الله، هل هذا هو احترام لكلمة الله؟


ثانيا: عدم احترام كلام الله إن دل فهو يدل على شيء آخر أعمق من ذاك هو عدم الاحترام لجوهر الكلمة، هل عندما نسمع نفهم ونعي جوهر الكلمة ومعناها؟ أم نسمع فقط صوت المرتل الحلو أو لحن الترتيلة الجميل؟، أين الدخول في معاني الكلمات وجوهرها؟، السامعون، أياً كانوا، إن لم يسمعوا كعطشى لكلمة الله، سماعهم هباء، فلا جدوى منه، مثل الكثير منا… عندما نسمع عظة فنتكلم أن الكاهن تكلّم هذه الكلمة… وعمل… وننتظر الكاهن ليخطئ وننتقد وعظته دون وعينا الكامل لفحوى العظة، ردات فعل ليست بمهمة… جميعنا نُخطئ، المهم أن نكون عطش لكلمة الله أو لا نكون!!! على الواعظ أو المتكلم أو أيا كان أن يبذر كلمة الله، إن بذر بذاراً غير كلمة الله فهو أخطأ، العظة ليست فن خطابي فقط، عند غيرنا فن خطابي، العظة كلام الله في طريقة مختلفة، لذلك إن لم تعطش أنت لكلمة الله فسماعك للعظة يكون هباء، جوهر العظة الحقيقية هي “توبوا…” ولكن إن لم تحقق هذه العظة فيك توبة حقيقية فلا فائدة منها

ثالثاً: يجب أن تكون مؤمن متمسك حامل للصليب، إن نحن فرغّنا المسيحية من الصليب، بمعنى آخر نقول بأن المسيح لم يصلب، وإن لم يصلب لم يمت، وإن لم يمت لم يقم، وإن لم يقم فلا وجود للمسيحية، أعرفتم أهمية الصليب في المسيحية؟، أهميته أنه الركيزة التي على أساسها صارت القيامة، بالتالي المسيحية بدون الصليب لا مسيحية، بالصليب هناك خلاص، بإلغاء الصليب لا خلاص

رابعاً: السبب الآخر لعدم سماع كلام الله هو الشوك الذي يخنق، وهو أي شيء يعيق نمو كلمة الله، نحرق هذا الشوك بالصلاة المشتعلة، عندما تكون صلاة الانسان حارة عندها تحرق كل الأعشاب الضارة بداخلنا، وعند احتراق هذه الاعشاب يبقى الثمر، انظروا آخر المقطع الإنجيلي لمثل الزارع يقول “الذي سقط في الأرض الجيدة” أي هم الذين يستمعون للكلمة فيحفظونها بقلب جيد صالح، أي في تربة صالحة للنمو، ويقول “يثمرون بالصبر”، لأن الحياة لا يمكن الاستمرار فيها دون صبر، إن لم تسعوا لامتلاك الصبر بالصلاة الحارة، فحياتنا لن تكون حياة مثمرة
انجيل اليوم يعلمنا ويطلب منا أن نكون مثمرين… نحتاج للصبر والصليب وسماع بفهم للكلمة… فهل نحن مثمرون؟؟!!                لا أعرف!!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق