الخميس، 23 يناير 2014

محبة الله لنا ( كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث )

 


ما أعظم محبة الله لنا.  يكفى أن الله محبة..  ونحن "نحبه لأنه أحبنا قبلًا"..
أحبنا قبل أن نكون، ومن أجل ذلك خلقنا..  ومن محبته لنا، خلقنا على صورته، كشبهه ومثاله.

وأعد لنا كل شيء قبل خلقنا، رفع السماء لنا سقفًا، مهد لنا الأرض لنمشى عليها.  وأعد لنا النور، والماء، والنبات، والجنة..  ثم خلقنا.  ولما سقطنا في الخطية، أعد لنا طريق الخلاص.  من محبته لنا أرسل لنا الأنبياء لهدايتنا، ووضع فينا الضمير، وأرسل لنا الشريعة المكتوبة لتنير بصائرنا.
ومن محبته لنا، تجسد، أخذ طبيعتنا، وبارك طبيعتنا فيه، وناب عنا في إطاعة الناموس، وفي إرضاء الله الآب، إذ قدم له صورة من البشرية التقية.
ومن محبته لنا، مات عنا " البار لأجل الأثمة"..  "هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد"..
على الصليب صار ذبيحة حب.  وحمل خطايا العالم كله، لكي يمحوها بدمه "والذي بلا خطية، حسب خطية من أجلنا" ودفع الثمن كله، بدلًا منا" كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى"، "ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه".
ومن محبته لنا، قال "لا أعود أسميكم عبيدًا، بل أحباء ". 
ودعانا أخوته، و"شابه أخوته في كل شيء" وصرنا أبناء للآب السماوي "أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله".
ومن محبته لنا، مضى ليعد لنا مكانًا، ويأخذنا إليه، حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)..  وقال في محبته لنا "ها أنا معكم كل الأيام، وإلى انقضاء الدهر"، "حيثما اجتمع اثنان وثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم"
 ومن محبته لنا: حفظه ورعايته لنا في كل شيء.

0 التعليقات:

إرسال تعليق