السبت، 15 فبراير 2014

تابع : القديس لوقا الإنجيلى الرسول

وبعد أن صار رسولاً وتلميذاً للمسيح ورفيقاً للقديس بولس الرسول في خدمته وأسفاره لم يحرمه الرسول بولس من لقبه كطبيب فقد ذكره صراحة في رسالته إلى كولوسي بأنه (لوقا الطبيب الحبيب) (كو14:4)، بل إننا نرى أنه لابد أن يكون القديس لوقا الطبيب وراء النصائح الطبية التي أوردها الرسول بولس في بعض رسائله، ومنها قوله إلى القديس يتموثاوس "لا تكن فيما بعد شراب ماء، بل اشرب قليلاً من الخمر من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تيمو8:4). . وكان هو الطبيب الخاص للقديس بولس الرسول صاحب الأمراض الكثيرة.

ولم يكن القديس لوقا طبيباً فقط بل كان مصوراً أيضاً كما يقول كثير من المؤرخين المسيحيين ومنهم نيكوفورس. ولذلك فإنه يُصور عادة وإلى جانبه الثور من جهة وأدوات التصوير من جهة أخرى، ولقد ذكر تاودروس القارئ في الفصل الأول من الجزء الأول من كتابه في تاريخ الكنيسة أن الملكة أفدوكسية أرسلت من أورشليم نحو سنة 400م إلى بولخيريا في القسطنطينية صورة للقديسة العذراء مرسم من عمل القديس لوقا.

والقديس لوقا هو بعينه كاتب سفر أعمال الرسل وقد كتبه بعد الإنجيل ووجهه إلى "العزيز ثاؤفيس" الذي كتب إليه الإنجيل.

وقد رافق لوقا الإنجيلي القديس بولس في أسفاره ورحلاته إلى أن استشهد الرسولان بطرس وبولس في رومية في عهد الإمبراطور نيرون في سنة 68م، وبعد استشهادهما ظل القديس لوقا يبشر في نواحي رومية.

ويقول بعض آباء الكنيسة أنه بشر في دلماتية وغالية وإيتالية ومكدونية، فأبلغوا أمره إلى نيرون إمبراطور الرومان ووصفوه بأنه ساحر فاستدعاه نيرون وعندما بلغه أمر الإمبراطور سلم ما عنده من الكتب إلى رجل صياد وقال له (احتفظ بهذه الكتب فإنها تنفعك وتهديك إلى طريق الله) فلما مّثُلَ أمام الإمبراطور قال له هذا غاضباً (إلى متى تضل الناس بسحرك؟) أجاب القديس لوقا (إني لست بساحر لكني رسول سيدي يسوع المسيح ابن الله الحي) وعندئذ أمر نيرون بأن يقطعوا ساعده الأيمن قائلاً (اقطعوا هذه اليد التي كان يكتب بها) فلما قطعوا يده قال القديس وهو صابر (نحن لا نكره موت هذا العالم، ولكن لكي تعلم أيها الملك قوة سيدي يسوع المسيح) ثم تناول يده وألصقها في مكانها فالتصقت، ثم فصلها فانفصلت فتعجب الحاضرون وآمن وزير الملك وزوجته وجمع كثير فأمر الملك فقطعوا رؤوسهم جميعاً.

وأما القديس لوقا فبعد أن قطعوا رأسه جعلوا جسده في كيس من شعر ثم ألقوه في البحر وبتدبير من الله قذفت به الأمواج إلى جزيرة فوجده أحد المؤمنين فأخذه وكفنه بما يليق.

وتُعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في يوم 22 بابة من كل عام، وتُعيد له الكنيسة الغربية في يوم 18 أكتوبر من كل عام.

ويروي التاريخ أن الإمبراطور قسطنطينوس الثاني أمر بنقل رفات القديس لوقا من طيبة في بيثينية إلى القسطنطينية حيث حُفظت في كنيسة الرسل التي بُنيت بعد ذلك مباشرة.

ومن التقليد نعلم أن القديس لوقا الإنجيلي عاش بتولاً وأنه عندما استشهد كان ابن 84 عاماً.

0 التعليقات:

إرسال تعليق