الأحد، 9 مارس 2014

أحد التجربة

القمص يوسف حنا كاهن كنيسة الشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين
 
فى أحد التجربة يتبين الحكيم من الجاهل فينجح الحكيم فى الامتحان أما الجاهل فيسقط ويكون سقوطه عظيما
ثلاث تجارب جاء المجرب يختبر بها آدم الثانى. ظن أنه سيسقطه كما أسقط آدم الأول فى اختبار الشهوة، ولكن السيد المسيح نجح فى الاختبار وفى نجاحه اعطى الجنس البشرى كله امكانية النصرة والغلبة
سأله قائلا إن كنت ابن الله حول الحجارة الى خبز. تعبير "ابن الله" ازعج الشيطان منذ اليوم الأول لمعمودية يسوع فظل يترقب السيد المسيح الى أن جاع أخيرا ... فأتاه المجرب فى شكل شيخ وقور خائف على صحته ... وعرض عليه أن يحول الحجارة خبزا. هل يستطيع السيد المسيح أن يحول الحجارة خبزا؟ بالتأكيد ... ولكنه يريد أن يعلمنا ألا نصادق هذا الشيطان ولا كل من يعمل معه لأنهم لا يبغون خيرا لأولاد الله. هم يأتون فى ثياب حملان لكنهم بطبيعتهم ذئاب خاطفة. لذلك صد السيد المسيح طلب الشيطان بقوله الالهى "أنه مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله"
لكن الشيطان لا ييأس. أخذ السيد المسيح على جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة فى لحظة من الزمان—إغراء—وقال له أعطيك هذه كلها إن سجدت لى. للمرة الثانية يصده المسيح بقوله الالهى مكتوب "للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد"
يعلمنا الوحى الالهى أن الشيطان مراوغ ويحاربك بنفس السلاح الذى تتسلح به ولو كان كلمة الله. لذلك أخذ الشيطان السيد المسيح على جناح الهيكل وقال له القى بنفسك لأنه مكتوب أنه يرسل ملائكته فيحملونك فلا تصطدم بحجر رجلك. لكن السيد المسيح فاحص القلوب ومختبر الكلى وخالق هذا الشيطان يدخل الى أعماقه ويفضح مكائده بقوله مكتوب "لا تجرب الرب الهك"
نعم لقد سقط آدم فى خطية الشهوة. وسقط داوود النبى فى خطية الاغراء التى قادته للسقوط فى خطية الزنى والقتل. وسقط أيضا آريوس فى فخ تفسير الآية الواحدة "أبى أعظم منى" اذ أوحى الشيطان إليه أنه ما دام هناك "أعظم" اذا هناك "عظيم" وسقط فى هرطقة عدم مساواة الأقانيم الثلاثة للذات الالهية فقال أن الآب أعظم من الابن ولم يدور بفكره أن السيد المسيح قال أيضا بفمه الطاهر "أنا فى الآب والآب فى" و"من رآنى فقد رأى الآب" و"كل ما للآب هو لى". ونسى آريوس أن الانجيل يشهد بلاهوت السيد المسيح فى آلاف الآيات وليس آية واحدة ... لذلك يخطىء من يستند على آية واحدة لخدمة غرض معين
يقول الوحى الالهى أن الشيطان تركه الى حين...الى حين يضعف...فأثاره على الصليب مجربا على لسان لص اليسار "إن كنت ابن الله انزل من على الصليب فنرى ونؤمن". السيد المسيح لم يعره أى اهتمام ولم ينظر اليه لأن عينى المسيح كانتا مثبتتين على اتمام الفداء...على الصليب
عزيزى..ما دمت فى الجسد فأنت معرض للتجارب. يقولها بولس الرسول كلما أريد أن أفعل الخير أجد الشر حاضرا عندى. ينصحك يوسف الصديق وداوود النبى فى المزمور الأول بالهروب من الشيطان وجميع مسالكه الشريرة، فالهروب هو أقصر طريق للنجاح
وتعلمنا الصلاة الربانية أن لا تدخلنا فى تجربة، لكن إن سمح الله لنا بالتجربة مثل أيوب الصديق فاعطنا يا رب قوة بنعمتك أن نغلب كما غلبت أنت لأننا بك غالبون وبنعمتك صرنا أولاد الله بالمعمودية وجحدنا الشيطان وكل أعماله الشريرة..

 


0 التعليقات:

إرسال تعليق