الأحد، 9 مارس 2014

الحب الحقيقى .. ونمو العلاقة الزوجية

الحب .. كلمة سحرية يرددها الشباب .. وتتمنى سماعها الفتيات ..تحتوى الكثير من جمر المشاعر الملتهبة والاحاسيس الفياضة .. وهذا يجعل كلا منها يظن ان تلك الكلمة كافية فى اقامة علاقة عاطفية ناجحة .. سرعان ما تتحول الى علاقة ارتباط قوية قادرة على تخطى جميع صعاب الحياة .. والحقيقة ان الزواج ليس قصة حب جميلة يحلقان ابطالها فى السماء كالطيور المغردة بعيدا عن ارض الواقع .

والان دعونا نتعرف على أنواع الحب الثلاثة :
 وهى الحب الشهوانى حب الاخذ والأنانية ويتسم صاحبه بالحب الشديد لذاته والرغبة فى الاخذ دون العطاء واستهلاك الطرف الاخر دون مراعاة لاحتياجاته ، هو حب جسدى خالى من اى مشاعر انسانية راقية وكثيرا ماينقلب الى مشاعر كراهية عميقه .
ويتمثل النوع الثانى من الحب فى المشاعر الرقيقة الدافئة والاحاسيس الانسانية الجميلة ، هو نوع راقى عادة ما يوجد بين الاصدقاء حيث يخلو من الجسدانية والانانية ،  وكثيرا ما تتحول علاقة الصداقة الحميمة الى ارتباط ناجح .
ويتمثل النوع الثالث فى الحب الحقيقى الذى يعد بمثابة تاج مرصع باللالئ يكلل به المحبين حيث عمق المشاعر وقوتها المستمدة من الرغبة فى العطاء والتضحية والبذل من اجل اسعاد الاخر ، حب يفكر فى ما للاخر متجردا من الذاتية المريضة ، حب يتقبل الاخر دون شروط مسبقة ، حب متسامح غافر للاخطاء ، ساتر للعيوب ، شافى للجراح ، هذا هو الحب الذى ينمو ويتعمق مع الأيام وهو الوحيد القادر على استمرار ونجاح الحياة الزوجية .
والحقيقة ان طريق الاتحاد الزوجى ملئ بالصعاب والمواجهات والاحتكاكات والتحديات التى تتمثل فى 
اولاً: ادراك كلا الطرفان ان كل منهما له عالم قائم بذاته  اتحدت فى بنائه عوامل تربوية وبيئية ومزاجية وخبرات حياتية عديدة جعلت منه شخصية متميزة عن اى شخص اخر، ثانيا : التسامح وقبول الاعتذار على الهفوات والاخطاء التى قد يقع فيها احد الاطراف تجاه الاخر مع عدم تكبيرها لخلق مشاكل تظل تتراكم وتعيق تحقيق الوحدة المنشودة ، ثالثا : قبول الاخر كما هو وليس كما يحبه الطرف الاخر ان يكون وهنا يجب الادراك ان لكل انسان عيوبه الشخصية ولا يوجد شخص على وجه الارض يتسم بالكمال لهذا يجب ان نقبل عيوب الاخر ونحترمها ونتخلى محاولات تغيرها لأن هذا من شأنه ان ينشئ صراعا يعيق نمو العلاقة الزوجية .
 
والمدرك للحقائق الامور يكون على يقين ان بناء حب راسخ أصيل لا يسقطه زلزال المشاكل واعباء الحياة يحتاج الى بذل الكثير من الجهد لتتويج علاقة الحب التى انشئت فى الخطوبة بالبذل والعطاء ، انكار الذات ، قبول الاخر قبول غير مشروط ، التكيف مع العيوب التى يصعب تغيرها ، عدم التفكير فى فرض سطوة أحدهما على الاخر او استغلاله لتحقيق مصالحه الشخصية ، عدم الانفراد بالقرارات ومشاركة الطرف الاخر .
واخيرا دعونى أهمس فى اذن كل زوج وزوجة أين أنت من حب العطاء والتضحية ؟ هل بلغت درجة من النضج تجعلك تقبل على العطاء اكثر من الاخذ ؟ هل تعانى أسرتك من الاضطراب والتفكك ؟
اذا كنت احد هؤلاء لا تنزعج .. 
فقط ابدأ من الان ان تعيش الحب بمعناه الحقيقى ..
 هنا ستجد السعادة التى طالما حلمت بها .
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق