السبت، 1 مارس 2014

تأملات فى الكتاب المقدس ( مت 6 : 1 - 18 )

احترزوا : انتبهوا ، خذوا حذركم .
أبيكم الذى فى السموات : يقصد الله الذى يسمو على أفكار المرائين الأرضية الزائلة ، والذى نستعد لنكون معه فى الحياة الأبدية ، وننال مكافأة حياتنا البارة على الأرض بالميراث السماوى الأبدى .
المراؤون : من يظهرون غير ما يبطون ، فمظهرهم عمل الرحمة ، وحقيقتهم الكبرياء وطلب مديح الناس ، ويقصد هنا الكتبة والفريسين .
فى المجامع وفى الأزقة : حيث يكثر الناس ليقدموا مديحا أكبر لهم .
اليمين : ترمز للبركة وطاعة الوصية ، أى العطاء لأجل الله ويقصد أيضا أن يكون العطاء فى الخفاء ، حتى يكون مخفيا عن أقرب الناس لنا ، مثل قرب اليد من الأخرى ، حينئذ تكون الصدقة لأجل الله فقط ، فننال المكافأة الأبدية ، التى تكون أمام كل الخليقة ، بل وأيضا يباركنا الله فى حياتنا الأرضية أمام الكل .
مخدعك : المخدع أى الغرفة الداخلية .
أبانا : تبدأ هذه الصلاة بإظهار بنوتنا الخاصة لله ، فندخل الصلاة بهذه الدالة ، وأبونا هذا مرتفع عن كل خطية ، فإن كنا أبناءه ، فإننا نسلك فى نقاوة كسمائيين ونحن على الأرض . وهو ليس مرتفعا فى السماء المنظورة ، بل ساكن فى قلوبنا التى تتطهر بالتوبة وبمحبته فتصير سماء .
ليتقدس اسمك : اسم الله يعنى الله كله ، فاسم الشخص يدل على كل ما فيه . ونحن لا نطلب قداسة لله لأنه قدوس فى ذاته ، بل تقديسه فى نظرنا وهى حياتنا ، أى تكون قلوبنا نقية ومكرسة له ، فتصلح لسكناه ، فنرفض كل شىء بالتوبة ، ونهيىء قلوبنا للصلوات والتأملات وكل عمل خير .
ليأت ملكوتك : الله هو مالك كل شىء فى العالم ، ولكننا نطلب أن يملك على قلوبنا ، لنتمتع بأبوته ورعايته وحبه . وبهذا ، نطرد كل خطية مسيطرة علينا ، وكل تعلق أرضى .
لتكن مشيئتك : إننا ، كأولاد الله ، نطلب مشيئته وليس مشيئتنا ، لأن مشيئتنا معرضة للخطأ ، أما مشيئته فدائما صالحة لمنفعتنا . وهو ، بأبوته ، يطلب خيرنا ووصولنا إلى أبديته السعيدة .
كما فى السماء كذلك على الأرض : الملائكة فى السماء يخضعون لله ، ونحن نود أن نطيع كلامه على الأرض كما يطيعونه فى السماء ، فهناك يبطل الصراع بين الجسد والروح ، فيحيا الإنسان فى تمتع دائم بالله . لذا ، نتمنى أن تتحول حياتنا الأرضية إلى حياة سمائية ، يتفق فيها الجسد مع الروح فى محبة الله وخدمته  .
خبزنا كفافنا : وتترجم أحيانا " خبزنا الذى للغد " أو " خبزنا الآتى " أو " خبزنا الجوهرى " .
كفافنا : الخبز الذى يكفينا اليوم ، ولا نقلق أو ننشغل بالمستقبل .
خبزنا الذى للغد أو الآتى : أى الطعام الروحى السماوى ، نحتاج أن نذوقه من الآن على الأرض .
الجوهرى : أى الطعام الروحى ، وهو الأهم ، تمييزا له عن الطعام المادى الزائل
لا تدخلنا فى تجربة : عبارة تعنى اتضاع الأنسان وشعوره بضعفه ، فيطلب من الله أن يبعد عنه التجارب . ولكن ، إن سمحت مشيئة الله أن يمر الإنسان بتجربة ، فليطلب من الله ، قائلاً .  
لكن نجنا من الشرير : أى لا تسمح لإبليس أن يسيطر علينا ، ولا تتخلى عنا فنسقط فى التجربة ، لكن بمعونتك ، نحتملها ونخرج أنقياء منها ، بل نزداد فضيلة . فالتجربة الحقيقية ليست مجرد الضيقة ، بل السقوط فى الخطية والابتعاد عن الله ، وهذا ما نطلب أن يحمينا الله منه
الملك : أى يملك على القلب كما طلب سابقا
القوة : أعتراف بقوة الله القادرة على استجابة صلاتنا
المجد : فهو مستحق التمجيد والإكرام كل حين
متى صمتم : كما أن الصدقة والصلاة أمران ضروريان ، كذلك الصوم أيضا . ويتحدث هنا عن كيفيته ، أما تنظيم الأصوام الجماعية فتركها للرسل والآباء القديسين فى الأجيال الأولى . 
عابسين : كان الكتبة والفريسيون إذا صاموا لا يغسلون وجوهم ، ويضعون الرماد على رؤوسهم حتى يظهروا صائمين أمام الناس ، فينالوا مديحهم
استوفوا أجرهم : أى أن صومهم بلا قيمة أمام الله .        

0 التعليقات:

إرسال تعليق