الاثنين، 15 يوليو 2013

إما شافي أو مَشفي

فقالَ لهُم تعالَوا نَذهَبُ إلى القُرى المُجاوِرةِ لأُبَشِّرَ فيها أيضًا، لأنِّي لِهذا خَرجتُ. وطافَ في أنحاءِ الجليلِ، يُــبَشِّرُ في مجامِعِهِم ويَطرُدُ الشَّياطينَ. وجاءَهُ أبرصُ يَتوسَّلُ إليهِ، فسَجَدَ وقالَ لَه إنْ أرَدتَ طَهَّرتَني. فأشفَقَ علَيهِ يَسوعُ ومدَّ يدَهُ ولَمَسهُ وقالَ لَه أريدُ، فا‏طْهُرْ فزالَ عَنهُ البرَصُ في الحالِ وطَهَرَ. فا‏نتَهَرَهُ يَسوعُ وصرَفَهُ، بَعدَما قالَ لَه إيَّاكَ أن تُخبِرَ أحدًا بِشَيءٍ. ولكِنِ ا‏ذهَبْ إلى الكاهنِ وأرِهِ نفسَكَ، ثُمَّ قَدِّمْ عَنْ شِفائِكَ ما أمَرَ بِه موسى، شَهادةً عِندَهُم. ولكِنَّ الرَّجُلَ ا‏نصَرَفَ وأخَذَ يُذيعُ الخبَرَ ويَنشُرُهُ في كُلِّ مكان. حتى تعذَّرَ على يَسوعَ أنْ يدخُلَ علانيةً إلى أيَّةِ مدينةٍ. فأقامَ في أماكنَ مُقفِرَةٍ. وكانَ النـاسُ يَجيئونَ إلَيهِ مِنْ كُلِّ مكان. مرقس 1: 38-45

ما شدني بهذه القصة ثلاثة أشياء، نبدأها بخدمة يسوع وهي البشارة، فكما قال لهذا خرج، وبهذا بدأ يذهب من مدينة إلى مدينة يبشر في مجامع الجليل ويطرد شياطين. ثم جاء شخص أبرص الذي لا يجب على أحد لمسه أو حتى النظر إليه وتقول الكلمة هنا "فأشفق عليه يسوع ومد يده ولمسه" وهذا الأمر الثاني الذي شدني، أشفق عليه ولمسه، الأبرص يجب أن يمشي ويصرخ "نجس، نجس" لكي يبتعد عنه الناس وهنا يسوع يلمسه ولكن هذه اللمسة غير أي لمسة، لمسة تطهير وغسل لكي ينزع من عليه كلمة "نجس".   أما الأمر الثالث، فهو إنذار يسوع للرجل الذي شفاه من البرص أن لا يذهب ويخبر أحد بشيء بل يتّبع ناموس الذي أوصى به موسى ويري نفسه للكاهن وأن يقدم تقدمة عن شفائه. ولكن هذا الرجل الذي شُفي بمعجزة حقيقية لم يستطع إلا أن يذهب وينسى كل شيء عن الناموس وعن الأعراف ويمشي في كل مكان يُخَبِّر بما فعله يسوع الناصري معه من شدة فرحه، وبسببه لم يستطع يسوع أن يدخل المدن بل ذهب إلى القفر من كثرة الناس الذين كانوا يمشوا ورائه ملتمسين شفاء وبركة.   سؤالي هنا، أين نحن من كل هذا؟ هل خرجنا كي نُبَشِّر كما دعينا، نكرز في كل مكان ونُحرر من قيد إبليس ونشفي كل من يلتمس شفاء؟ أم هل نحن من الذين شُفينا وحُررنا من قبضة إبليس وبدأنا نذهب إلى كل مكان نُخبر بما صنعه الله بنا وفعل.   بصراحة، لا أرى أمراً ثالثاُ، إما شافي أو مَشفي وفي الحالتين يجب أن نجول ونخبر بخلاص الرب وشفائه. إن لم نفعل هذا، فنحن إمّا لسنا مُخلَّصين أو لا نعتبر ما فعله ربنا يسوع له قيمة كي نُحدِّث عنه!!   لا يوجد في ملكوت الرب مُخَلَّصون متفرجون، يوجد فقط مُخَلَّصون متحدثين دائماً عن ملكوت الله وعمل الرب لخلاص البشرية

صلاة / نريد ان نخبر بحبك وبخلاصك إلى الأبد يا رب، لا نريد ان نقف متفرجين بل شهود أمناء لعملك الصالح لنا. أنت إله الخلاص وإله النعمة ولا يوجد غيرك إله يستحق ان نتكلم عنه. آمين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق