الاثنين، 8 يوليو 2013

لماذا إشارة الصليب ؟

في حديثنا عن صليب الرب لا نعني حدث الصلب وحسب بل خشبة الصليب الكريم أيضًا " فبملامسة جسد الرب الكريم تقدست خشبة الصليب أيضًا " على حد تعبير القديس يوحنا الدمشقي.

ويقول القديس غريغوريس بالاماس : " ليس الكلام عن الصليب والسر وحسب بل على الشكل أيضًا لأنه إلهي و مسجود له . فهو ختم تقوى مقدس ومكمل لجميع الخيرات العجيبة غير الموصوفة الآتية من لدن الله " .
إننا نوضح هذه الأمور كلها لأن ثمة " أعداء للصليب " ( فيل 3 : 18 ) . ما زالوا موجودين حتى يومنا هذا . ولا بد أن يعرف كل مؤمن أن صليب الرب ليس " خزيًا " ( تث 21 : 23 ) . بل "مفخرة" ( غلا 6 : 14 ) . فإن فخرنا ليس بحدث الصلب وحسب بل بخشبة الصليب أيضًا . فالصليب هو إشارة إلى صورة المسيح المصلوب , ويستمد قوته ونعمته من آلام المسيح . لذلك بشكل إشارة الصليب العلامة الخارجية لجميع أسرار الكنيسة المقدسة دون استثناء .
والأمر نفسه حصل في العهد القديم فإن الملتفت إلى الحية النحاسية " يخلص لا بهذه الالتفاتة بل بك يا مخلص الجميع وبذلك أثبت لأعدائنا أنك المنقذ من كل سوء ) حكمة سليمان 16 : 7 - 8 .
إشارة الصليب ليست عادة متأخرة لدى المسيحيين ولكنها تعود إلى التقليد الرسولي . وقد تكلم القديس يوستينوس وترتليانوس الذي قال " إننا معشر المسيحيين نرسم إشارة الصليب في كل رحلاتنا وتحركاتنا، في ذهابنا وإيابنا .
وهكذا ندرك لما يكون الصليب سلاحًا كاملاً للمسيحي فهو سلاح المسيح الذي يُرهب الشياطين ويخيفها . ولذا يرسم المسيحي في كل مكان . ويجب أن نرسمها على أجسادنا بصدق ودون تهامل ، وفقًا بنظام كنيستنا بضم أصابعنا الثلاثة كأننا نرفع الصليب نفسه على جسدنا .
ولابد أن يرافق هذه الإشارة إيمان مطلق بالثالوث القدوس وبحقيقة تجسد المسيح وموته وقيامته المحيية ، أي إيمان بكل عقائد كنيستنا الخلاصية ، التي نعلنها برسم إشارة الصليب إضافة إلى الرجاء المطلق بمحبة الله غير الموصوفة ورحمته . وعزم لا يتزعزع على أن نصلب ذواتنا الخاطئة وأهوائنا ، لكي يسعنا أن نقبل نعمة الله ونحيا ضميريًا حياة التجدد والتحول الداخليين .
فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ ( كورنثوس 1 : 18 )

0 التعليقات:

إرسال تعليق