الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

القديس لوقا الانجيلي

لوقا و هو طبيب يوناني من المسيحيين الاممين (ليس من اصل يهودي) و هو الاممي الوحيد الذي ارشده الروح القدس ليكتب انجيلا من اناجيل العهد الجديد الاربعة . و كان صديقا حميما للرسول بولس و رفيقا له في السفر. و قد كتب لوقا ايضا سفر "اعمال الرسل"، و السفران متكاملان.
ان الشفقة من الصفات الاساسية للطبيب الناجح . فالانسان محتاج لان يعرف ان طبيبه يعتني به و حتى لو لم يعرف الطبيب مكان العلة او لم يدر ما يفعل فان العناية الفعلية الحقيقية تعد دائما علاجا فعالا من الطبيب و قد كان لوقا كطبيب شديد الشفقة.
برغم قلة ما نعرفه من حقائق عن حياة لوقا فانه قد ترك بما كتبه انطباعا قويا عن نفسه . ففي الانجيل الذي دونه كثيرا ما يؤكد على شفقة يسوع المسيح فيسجل في صورة حية كلا من القوة التي ظهرت في حياة المسيح و الاهتمام الذي عامل به الناس . كما ركز لوقا على صلة يسوع بالمراة. و كتاب اعمال الرسل الذي كتبه لوقا ملئ بصور فعلية محددة لاناس حقيقيين و جدوا في اعظم احداث التاريخ.
كان لوقا طبيبا مارس الطب في سفره كرفيق لبولس . و لما كان الانجيل كثيرا ما يقابل بالسياط و الحجارة فان الطبيب كان لديه مرضى دائما. بل ومن المحتمل ان الشوكة في جسد بولس كانت نوعا من المرض الجسدي يحتاج معه لرعاية لوقا المنتظمة و قد اثنى بولس بشدة على مهارات لوقا و امانته .
و قد استخدم الله ايضا لوقا استخداما خاصا كمؤرخ للكنيسة الاولى. و علم على الدوام كانت تثبت دقة تفاصيل روايات لوقا و اوصافه. وتشير كلمات استهلال انجيل لوقا الى اهتمامه بالحق و الحقيقة.
و قد عكست شفقة لوقا شفقة سيده الرب و اعانت مهارته كطبيب رفيقه بولس. كما ان شغفه بالحقائق و هو يسجل حياة المسيح ، و انتشار الكنيسة الاولى و حياة المبشرين بالمسيحية يعتبر مصدرا موثوقا به ، و يمكن الاعتماد عليه كاساس لايماننا . و قد اكمل لوقا كل ذلك وهو بعيد عن الاضواء . ولعل اعظم مثال قدمه لوقا هو تحدي العظمة و لو لم يكن في مركز الاضواء.

0 التعليقات:

إرسال تعليق