نلاحظ في أيامنا ثلاث نتائج لكلمة الله:
١ - لدى السامعين الحقيقيين، الذين يقبلون كلمة الله ولا يحتجزونها في أنفسهم، بل يرفعونها كمشعل لإنارة الآخرين تمشياً مع وصية المسيح: «فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متّى ٥: ١٦). والواقع أنه لا شيء يحزن قلب يسوع كالتلميذ الذي يقبع في الظل، مكتفياً بما حصل لنفسه من بركات.
٢ - لدى الذين قبلوا كلمة الحق إنجيل الخلاص، وعاشوا بحسب الإيمان المسلّم مرة للقديسين، وفي ظل ناموس روح الحياة واختبروا عمل الله، في حياتهم وبواسطة حياتهم. لأنه حين يسمح أحد لحق الله أن ينير ذهنه، ويحرره من الخطية، يتحول سريعاً إلى أداة فعالة لخدمة الإنجيل. وذلك عن طريق العلاقات التي يقيمها في المجتمع، والتي تمهد لنشر الكلمة. بعكس المؤمن المنطوي على ذاته فهذا يكون عرضة للجفاف، ولا تلبث كلمة المسيح أن تصير دينونة له.
٣ - لدى الودعاء، الذين أشاعت الكلمة حب الآخرين في قلوبهم، فصار لهم أقارب جدد، جمعتهم إليهم أواصر القربى الروحية، التي هي أقوى وأعمق من الربط الجسدية. ولا مراء في ذلك فكلمة المسيح تجمع كل الذين قبلوها في شركة الروح، والإيمان بالرب الواحد. وهذا الرب الواحد يتيح لهم الانتساب إلى عائلة واحدة اسمها أهل بيت الله. وهي نسبة أقوى وأسمى من نسبة الدم.
في قوله فانظروا كيف تسمعون أراد يسوع أن يفهمنا أنه ليس المهم ما نسمع ولا الشخص الذي يكلمنا، بل المهم أن نطيع. لأن من يطع النور يزداد له النور ضياء وبهاء. ومن يقاوم النور يسقط إلى هوة الظلام حيث البكاء وصرير الأسنان.
وفي قوله لأن من له سيُعطى ومن ليس له فالذين يظنه له يؤخذ منه، أراد له المجد أن يفهمنا أن من يستخدم ما عنده من مواهب يستزيده، ومن يجمد ما عنده فالذي عنده يتبخر. ولا يلبث أن يقع في الخيبة حين يعود مؤملاً أن يجده فيراه قد ذهب.
للحفظ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا»ً (لوقا ٨: ١٢).
0 التعليقات:
إرسال تعليق