استشهاد القديس مكاريوس اسقف فاو بأدكو
في مثل هذا اليوم استشهد الاب المغبوط القديس مقاريوس أسقف إدكو
. وقد تم فيه كلام النبي داود "طوبى للرجل الذي لم يتبع مشورة المنافقين . ولم يقف
في طريق الخطاة . ولم يجلس في مجالس المستهزئين ، لكن في ناموس الرب مسرته وفي
ناموسه يلهج نهارا وليلا " . هذا القديس هو الذي حفظ وصية سيده ، وتاجر بالوزنة
فربح ، فكم من الآيات والعجائب آجراها الله علي يديه ، منها انه لما كان في مدينة
إدكو كان عندما يصعد علي المنبر ليعظ الشعب يكثر من البكاء ، ولما سأله بعض تلاميذه
عن سبب بكائه ، قال له كان ينظر خطايا الشعب وأعمالهم الرديئة ، وذات مرة رأي السيد
المسيح في الهيكل والملائكة يقدمون له أعمال الشعب واحدا فواحدا ، وسمع صوتا يقول
"لماذا تتوانى يا أسقف عن وعظ شعبك " فقال " يا رب انهم لا يقبلون كلامي" . فقال
يجب علي الأسقف إن يعظ الشعب ، فان قبلوا ، وإلا فدمهم علي رؤوسهم". ولما دعوه
للذهاب إلى مجمع خلقيدونية مع الاب ديسقورس ووصلا إلى قصر الملك منعه الحجاب من
الدخول لحقارة ملبسه حتى عرفهم الاب ديسقورس انه أسقف إدكو . ولما دخل وسمع قول
المخالفين في السيد المسيح ، حرم الملك في المجمع وقد استعد إن يسلم نفسه للموت في
سبيل المحافظة علي الإيمان الأرثوذكسي ، فنفوه مع الاب ديسقورس إلى جزيرة غاغرا ،
ومن هناك أرسله الاب ديسقورس مع تاجر مؤمن إلى الإسكندرية قائلا له "إن لك هناك
إكليل شهادة" . فلما وصل إلى مدينة الإسكندرية واتفق وصول رسول الملك بكتاب فيه
الأمانة الجديدة الخلقدونية القائلة بالطبيعتين ، وقد أوصاه الملك قائلا بان من
يكتب اسمه أولا علي هذه الأمانة يصير بطريركا علي المدينة . فكان بالمدينة مقدم
القسوس اسمه بروتاريوس ، وقد اخذ الكتاب ليكتب اسمه أولا ، فذكره القديس مقاريوس
الأسقف بالقول الذي قاله له الاب ديسقورس عند ذهابه إلى المجمع وهو "انك ستستولي
علي كنيستي بعدي . فتذكر الكلام وتوقف عن الكتابة فلما علم رسول الملك إن الأسقف
غير موافق علي أمانة الملك ، ولم يكتب اسمه ايضا وثب علي الأسقف وركله فتنيح علي
الأثر ونال إكليل الشهادة . وأخذه المؤمنون ودفنوه مع جسدي يوحنا المعمدان واليشع
النبي ، فتحقق بذلك ما قاله هذان القديسان في الرؤيا بهذا الاب الأسقف ، إن جسده
سيكون مع جسديهما ، وقد انتقل إلى السيد المسيح فائزا بإكليل المجد . صلاته تكون
معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق