الثلاثاء، 28 يناير 2014

روحانية التشفع بالقديسين

أ- الشفاعة بالقديسين تحمل معنى الإيمان بالحياة الأخرى،
  الإيمان بأن الذين انتقلوا ما زالوا أحياء، ولهم عمل. إنه إيمان بالصلة الدائمة بين السماء والارض. وإيمان ايضاً باكرام القديسين، ما دام الله نفسه يكرمهم.
ب- الشفاعة هي شركة حب بين أعضاء الجسد الواحد...
الكنيسة هي جسد واحد، المسيح رأسه وكلنا أعضاؤه سواء في السماء أو على الأرض. والحب والصلوات والشركة، أمور متبادلة بين أعضاء الجسد الواحد: نحن نشفع فيهم بصلواتنا عن الراقدين. وهم يشفعون فينا بصلواتهم أيضاً. إنها رابطة لا تنفصم. (1كو 12: 24 -27)
لماذا يريد منكرو الشفاعة تحطيم هذه الشركة؟ فلا صلاة منا لأجل الراقدين، ولا شفاعة من الراقدين فينا؟
هل المحبة القائمة بين كل مؤمن والله الآب، تمنع وجود المحبة والصلة بين الأبناء وبعضهم البعض؟!.
أليس السيد المسيح قد طلب من الآب قائلاً "ليكونوا واحداً كما نحن" "ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا" "أنا فيهم، وأنت فيّ، ليكونوا مكملين إلى واحد" (يو17).

ج- الشفاعة فائدة، من ينكرها يخسرها... بلا مقابلالذين يؤمنون بالشفاعة، ينتفعون برابطة الحب التي بينهم وبين القديسين، وينتفعون بمجرد الصلة التي بينهم وبين ارواح المنتقلين. ويضيفون إلى صلواتهم الخاصة صلوات أقوى وأعمق، صادرة لأجلهم، من العالم الآخر... وفي كل ذلك لا يخسرون شيئاً.
أما منكرو الشفاعة، فإنهم يخسرون هذه الصلة وهذه الصلوات بلا مقابل ... بل يخسرون إيماناً بسيطاً غير معقد، نلاحظه في كل من يحتفلون بأعياد القديسين، ومن يزورون كنائسهم، ومن يطلبون صلواتهم...
بأي وجه سيقابلون القديسين في العالم الآخر، وقد رفضوا إكرامهم ورفضوا صلواتهم وشفاعتهم؟!

د - والشفاعة تحمل في طياتها تواضع القلب...
فالذي يطلب الشفاعة، هو إنسان متواضع، غير مغرور بصلته الشخصية بالله، يأخذ موقف الخاطيء الضعيف الذي يطلب شفاعة غيره فيه.
وعلى العكس فمنكر الشفاعة، قد يسأل في انتفاخ:
وما الفرق بيني وبين هؤلاء القديسين؟ إن الصلة بيني وبين الله، أقوى من أن تحتاج إلى وساطتهم!! (واضعاً نفسه في مصاف القديسين والشهداء والملائكة). يخجل هؤلاء قول بولس الرسول "صلوا لأجلنا" (عب13: 18)، ولأجل القديسين(أف6:8)،فنحن لا نعبدهم بل نطلب صلاتهم

هـ- الشفاعة دليل على عدل الله في مبدأ تكافؤ الفرص...
إن كان الله قد سمح للشيطان ان يحارب اولاد الله، ويجربهم ويظهر لهم في رؤى وفي أحلام كاذبة، ويضايقهم. فبالأولى يقتضي العدل ومبدأ تكافؤ الفرص أن يسمح للملائكة وللأرواح الخير، أن يساعدوا أولاده على الارض، كما سمح للأرواح الشريرة أن تضايقهم. وبهذا يظهر العدل من جهة تدخل العالم الآخر (الأرواح) في حياة البشر.
وإن كان الله قد سمح للشيطان ان يضرب ايوب، فليسمح أيضاً للملائكة أن تعصب ضربات البشر، وأن تخدم أولاده، حتى بدون طلبهم، فكم بالأولى إن طلبوا... (أليسو جميعهم أرواحاً خادمة، مرسلة للخدمة، لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص)! (عب1: 14).
فما دام هؤلاء مرسلين لهذا الغرض، فلا مانع إذن من أن نطلب تدخلهم لمساعدتنا، وهم قريبون منا


0 التعليقات:

إرسال تعليق